للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجدل والرهان حول نتائج المعركة]

ولأهمية المعركة في خيبر كان الحديث عنها وعن نتائجها شغل قريش الشاغل في أنديتها، وكثيرًا ما يدور الجدل في أندية قريش بشدة حول أي من الفريقين يكون له النصر في هذه المعركة الفاصلة .. المسلمون أم اليهود؟ .

ففريق من المشركين في مكة - وعلى رأسهم حويطب بن عبد العزّى (١) - يصرّون على القول بأن النصر سيكون للمسلمين على اليهود وحلفائهم في هذه المعركة، وفريق - وعلى رأسهم صفوان بن أمية يصرّون على القول بعكس ذلك وهو أن النصر سيكون لليهود وحلفائهم على المسلمين.

[الرهان بمائة ناقة]

وقد بلغ الجدال بالفريقين في مكة إلى أن يضعوا بينهم رهانًا مائة بعير يأخذها الفريق الذي يتحقق قوله.

كما أن اهتمام سادات مكة بأنباء معارك خيبر قد حملهم على أن يخرجوا كل يوم عدة أميال خارج مكة يتحسسون أنباء هذه المعارك من الركبان.

ولنترك الإمام الواقدي يحدّثنا عن قصة الجدل والرهان والاهتمام الشيقة هذه بكاملها، قال الواقدي: حدّثنى عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، أنه سئل عن الرهان الذي بين قريش حين سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فقال: كان حويطب بن عبد العزى يقول: انصرفت من صلح الحديبية وأنا مستيقن أن محمدًا سيظهر على الخلق وتأبى حميَّة الشيطان إلا لزوم دينى.

فقدم علينا عباس بن مرداس السلمي (٢) فخبَّرنا أن محمدًا سار إلى خيابر


(١) هو حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس العامري (أبو محمد) قال في الإصابة: أسلم عام الفتح وشهد حنينًا، كان هو الذي جدد أنصاب الحرم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كان من أغنياء قريش، أقرض النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين ألفًا، تحول حويطب من مكة إلى المدينة ومات بها.
(٢) هو العباس بن مرداس بن عامر السلمي كان سيدًا في قومه، أسلم قبل الفتح. انضم بسبع مائة مقاتل من قومه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في طريقه لفتح مكة فشهد بهم يوم الفتح، وشهد حنينًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال إنه ممن حرم الخمر في الجاهلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>