أبي ضرار نفسه، وبعد أن عرفه بنفسه منتحلًا اسمًا غير اسمه ومنتسبًا إلى غير قبيلته وأنه جاء للانضمام إلى الحشد لحرب محمد، سأل الحارث هل هو مصمم على غزو المدينة، فأكد له ذلك قائلًا: فنحن على ذلك فعجل علينا بأصحابك، فصافحه بريدة مودعًا على أن يأتي بقومه للانضمام إلى الحشد ثم أركض فرسه وانصرف.
طار بريدة على فرسه (وبأقصى سرعة) وصل المدينة وأخبر الرسول الخبر وأطلعه على تفاصيل ما رأى، فاستنفر الرسول قوات الجيش وأعلن أنه ذاهب إلى ديار بنى المصطلق لضربهم وتأديبهم، فتمت التعبئة بسرعة، وفصل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة بجيش كبير فيه من سلاح المطاردة ثلاثون فرسًا.
[أمير للمدينة بالنيابة]
وقبل مغادرته المدينة عين عليها أميرًا زيد بن حارثة، وقد قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشه الزاحف علي بنى المصطلق إلى قسمين:
(١) المهاجرون، وأعطى رايتهم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(ب) الأنصار، وأعطى رايتهم لسيد الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه.
[المنافقون في الجيش]
وفي هذه الحملة خرج مع الرسول جمع كبير من المنافقين لم يخرج مثله في غزاة مثلها قط، وكان من بين هؤلاء المنافقين رأس النفاق (عبد الله بنى أبي بن سلول).