واستمر في صلاته فلما، غلبه نزيف الدم خشى أن يغمى عليه فيبقى الجيش بدون حارس، فنبه عمار وقال له، (معتذرا) .. لولا أننى خشيت أن أضيع ثغرًا أمرنى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما انصرفت ولو أُتى على نفسي (١).
[عودة النبي إلى المدينة]
وقد استغرقت العمليات العسكرية في غزوة ذات الرقاع خمس عشرة ليلة عاد بعدها النبي إلى المدينة بجيشه، وكان قد بعث أمامه رجلًا من أصحابه اسمه جعال بن سراقة مبشرًا بقدومه وعودة الجيش الإسلامي سالمًا ظافرًا.
وقد سميت هذه الغزوة (بغزوة ذات الرقاع) لأن الجبل الذي نزل به الجيش الإسلامي في أرض غطفان كانت حوله أرض ذات ألوان تشبه الوقاع فيه أبقع حمر وسود وبيض، ويقال سميت بهذا الأسم، لأن كثيرًا من رجال الجيش كانوا حفاة لا نعل لهم فلفوا على أقدامهم الخرق لما حصل لهم الحفاء.
٥ - غزوة بدر الآخرة (شعبان السنة الرابعة للهجرة).
وهي الحركة العسكرية الخامسة التي قام بها المسلمون ضد أعدائهم بعد معركة أُحد وقبل غزوة الأحزاب، وقد كان هدف هذه الحملة هو تحدى معسكر الشرك في مكة ووفاء بالوعد الذي أعطاه النبي القائد لزعيم قريش وقائدها أبي سفيان بن حرب يوم أُحد.