الصلاة .. قال ابن إسحاق .. فكان حبيب بن عدي أول من سن هاتين الركعتين عند القتل.
كيف قتل المشركون خبيبًا؟
وبعد أن صلب كفار مكة خبيبًا على الخشبة دعا وهو مصلوب قائلًا .. اللهم إنه ليس أحد هنا يبلغ رسولك عنى السلام فبلغه أنت عنى السلام، وبلغه ما يصنع بنا.
ولقد استجاب الله دعاء هذا العبد الشهيد المظلوم، فنزل الوحى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بما حدث لخبيب، فقد روى أسامة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان (في اليوم الذي أعدم فيه خبيب) جالسًا مع أصحابه فأخذه ما كان يأخذه عند الوحى. فسمعناه يقول: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال هذا جبريل يقرئنى السلام، خبيب قتلته قريش.
ثم إن خبيبًا توجه بالدعاء إلى الله قائلًا .. اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا .. وذكر بن إسحاق عن معاوية بن أبي سفيان أنه كان مع أبيه فيمن حضر مقتل خبيب، قال معاوية فلقد رأيت أبي - عندما دعا عليهم خبيب - يلقينى إلى الأرض خوفًا من دعوة خبيب، وكانوا يعتقدون أن الرجل إذا دُعِيَ عليه فاضطجع لجنبه زالت عنه.
ثم إن قريشًا دعت أربعين فتى ممن قتل المسلمون آباءهم يوم بدر فأعطت كل واحد منهم رمحًا وقالت .. هذا الذي قتل أباءكم، فطعنوه بتلك الرماح حتى مزقوه، رضي الله عنه وأرضاه.