الضخمة أهدافها، بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - القائد خالد بن الوليد لإخضاع مملكة دومة الجندل في أربعمائة مقاتل كلهم من الفرسان، وقد تغلبوا على قوات ملك دومة الجندل الأكيدر وأسروا هذا الملك كما سيأتي تفصيله في حينه.
وقبل تحرك الجيش إلى تبوك، أصدر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمرًا منع بموجبه اشتراك أي إنسان معه في هذه الغزوة التاريخية ما لم يكن مجهزًا تجهيزًا كاملًا بكل ما يحتاجه للقتال من سلاح وإعاشة ووسيلة نقل من خيل أو جمل، وذلك لبعد المسافة وشدة الحر، فقد ذكر أصحاب السير والمغازى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يخرج معنا إلا مقو (أي ذو قوّة) فخرج رجل على بكر صعب، فصرعه، فقال الناس: الشهيد، الشهيد، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديًا ينادى: لا يدخل الجنة إلا مؤمن -أو إلا نفس مؤمنة- ولا يدخل الجنة عاص، كان الرجل طرحه بعيره بالسويداء.
وهكذا وفي شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة فصل الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المدينة في اتجاه تبوك بجيشه البالغ ثلاثين ألف مقاتل، وفشلت كل محاولات المنافقين التي بذلوها لتمزيق وحدة هذا الجيش وتفريق كلمته كى يفشل الغزو الذي هو أضخم عمل عسكرى يقوم به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته من حيث كثرة العدد وأهمية الأهداف التي حققها هذا الغزو، وهو إرهاب الإِمبراطورية الرومانية التي تعتبر آنذاك -وبعد انتصارها على إمبراطورية الفرس- أعظم قوة في العالم، حيث سحبت هذه الإِمبراطورية وحداتها العسكرية الضخمة التي كانت قد حشدتها على حدود جزيرة العرب عند تبوك، وذللك بمجرد علمها بوصول الجيش النبوي إلى تبوك.
[الأربعة المؤمنون المتخلفون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.]
لم يتخلف أحد من المسلمين الصادقين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك من غير عذر، سوى أربعة نفر، كلهم من الأنصار، لا