وكان حمزة بن عبد المطلب وأبو دجانة الأنصاري كفرسي رهان في سباق البطولة، حيث انطلقا يهدان صفوف المشركين هدًّا.
أما حمزة، فبعد أن أصدر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوامره بالقتال، هتف بكلمة التعارف التي اتفق عليها المسلمون وهي (أمت أمت) ثم اندفع إلى قلب جيش الشرك كالصاعقة (وفي يديه سيفان) لا يقف له أحد.
فبالإضافة إلى مشاركته الفعالة في إبادة حملة لواء المشركين، فعل الأفاعيل بأبطالهم الآخرين، وكان يجول الأبطال أمامه كما تجول الريح أمامها الورق اليابس، لما له من هيبة في نفوس الأبطال.
وقد تعرض له أحد فرسان قريش الأفذاذ المشهورين، وهو سباع ابن عبد العزى الغبشاني، فناداه حمزة للبراز قائلًا له (في سخرية): هلم إلي، فأسرع إليه سباع يكت كتيت الفحل الهائج. فالتقاه حمزة بضربة هاشمية مسلمة جعلته كأمس الدابر.
وقد كان لمقتل سباع هذا أثر سيِّيء في نفوس المشركين لأنه من أبطالهم المعتمد عليهم ساعة الشدة.
[الهزيمة تنزل بجيش مكة]
وشد المسلمون على صفوف المشركين فزعزعوها وأشاعوا الذعر فيها وبدأ الاضطراب في صفوف جيش مكة.
وساد الاضطراب صفوفهم بعد أن سقط لواؤهم على الأرض عقب