ثلاثمائة مقاتل. ثمَّ أمده بنجدة حتى صار هذا الجيش خمسمائة مقاتل.
[عمرو بن العاص القائد]
وفي المدينة استدعى النبي - صلى الله عليه وسلم - القائد عمرو بن العاص السهمى وأسند إليه قيادة هذا الجيش وكلفه أن يطأ بهذا الجيش ديار أولئك الأعراب فيخضد شوكتهم ويدوخهم. وقد عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - للقائد عمرو لواءًا أبيض.
وروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما عين عمروًا قائدًا على الجيش في تلك الغزوة. قال له: إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك. قال عمرو: فقلت، إني لم أسلم رغبة في المال، قال - صلى الله عليه وسلم - نعم المال الصالح للرجل الصالح (١).
[عمرو بن العاص القائد لأول مرة]
وكما أن خالد بن الوليد كان توليه القيادة للجيش في مؤتة (عقب استشهاد القادة الثلاثة) أول عمل حربى يقوم به مجاهدا في سبيل الله عقب إسلامه. فإن غزوة ذات السلاسل هذه كانت أول مجال يقوم فيه عمرو بن العاص بعد إسلامه بعمل حربى مجاهدًا في سبيل الله.
فقد أسند النبي - صلى الله عليه وسلم - قيادة الجيش في غزوة ذات السلاسل هذه إلى عمرو بن العاص. وكان الجيش هذا يضم سراة المهاجرين والأنصار. بينهم أبو بكر الصديق. وعامر بن ربيعة وصهيب الرومى. وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وسعد بن أبي وقاص من المهاجرين. . ومن سادات الأنصار. أسيد بن حضير وعباد بن بشر. وسلمة بن سلامة وسعد بن عبادة.
والعجيب أن عمرو بن العاص حين تولى قيادة هذا الجيش الذي يضم
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣١٤ والإصابة في تمييز أسماء الصحابة (موضع ترجمة عمرو بن العاص).