للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلمت أنها كانت على ضلال ورأت ما عليه المسلمون من عبادة في المسجد يوم الفتح قالت لزوجها أبي سفيان: إني أريد أن أبايع محمدًا، فقال: قد رأيتك تكفرين. فقالت: أي والله .. والله ما رأيت الله تعالى عبد حق عبادته في هذا المسجد قبل الليلة. والله إن باتوا إلّا مصلين قيامًا وركوعًا وسجودًا (تعنى الصحابة). قال فإنك قد فعلت ما فعلت فاذهبى برجل عن قومك فذهبت إلى عمر فذهب معها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم ذكر قصة إسلامها. وإن هندًا بعد أن أسلمت ذهبت إلى صنم لها كان في بيتها، فجعلت تضربه بالقدُّوم وهي تقول .. كنا معك في غرور وما زالت تضربه حتى حطمته فلذة فلذة (١).

[الرسول يقبل الفدية من هند ويدعو لها]

وقالوا إن هند بنت عتبة (وهي رئيسة وفد النساء) قالت للرسول - صلى الله عليه وسلم - وقت المبايعة .. يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه، لتمسنى رحمتك يا محمد. إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. مرحبا بك. فقالت: والله يا رسول الله ما على الأرض من أهل خباء أحب إليَّ أن يذلوا من أهل خبائك. ولقد أصبحت وما على الأرض من أهل خباء أحب إلى أن يعزوا من أهل خبائك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وزيادة أيضًا. ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم - عليهن القرآن وبايعهن (٢).

وقالوا: إن هند بنت عتبة "تعبيرًا عن ما في نفسها من إكرام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حل محل البغض" أرسلت إليه مع مولاة لها بهدية، وهي جديان مشويان فاستأذنت فأذن لها فدخلت عليه وهو - صلى الله عليه وسلم - بين نسائه أم سلمة وميمونة، ونساء من بني عبد المطلب وقالت .. إن مولاتى تعتذر إليك وتقول: إن غنمها اليوم لقليل الوالدة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم بارك لكم في غنمكم وأكثر والدتها؟ فكثر الله ذلك، تقول تلك


(١) الإصابة في أسماء الصحابة ج ٤ ص ٤١.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>