للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية؟ قالوا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والرضا بمر القضاء، والصدق في موطن اللقاء، وترك الشماتة بالأعداء. فقال - صلى الله عليه وسلم -: حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، ثم قال: وأنا أزيدكم، فتتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون، فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدًا زائلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا فيما أنتم عليه تقدمون وفيه تخلدون. فانصرفوا وقد حفظوا وصيته - صلى الله عليه وسلم - وعملوا بها (١).

ويذكر المؤرخون وأصحاب الحديث والتراجم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل صرد بن عبد الله أميرًا على من أسلم من قومه، وأمره بأن يجاهد بمن أسلم من قومه، من كان يليه ممن بقى على الشرك في بعض الجيوب باليمن.

وكانت جرش (وهي مدينة محصنّة مغلقة) وبها قبائل فلول بقيت على الشرك، فتوجه إليهم الأمير صرد وضرب الحصار على مدينتهم، قريبا من شهر فاستعصت عليه، فلجأ صرد إلى مكيدة حربية أوقع فيها بالمشركين، فقد انسحب من أمام أسوار مدينة جرش متظاهرًا بالهزيمة، حتى وصل جبل يقال له شكر، فخرج أهل جرش لمطاردته حتى أدركوه وهو بالجبل ظنا منهم أنه إنما ولّى منهزمًا، فعطف عليهم برجاله فقتلوهم قتلًا شديدًا، ثم توقف القتال وثاب أهل جرش إلى رشدهم، فبعثوا بوفد منهم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأسلموا وحسن إسلامهم وكانوا من خثعم وغيرهم.

- ٣٦ -

[وفد الصدف]

الصّدف (بفتح الصاد وكسر الدال) اسم يطلق على ثلاث قبائل قحطانية، قبيلتين حضرمية وقبيلة يمانية حميرية (انظر معجم قبائل العرب ج ٢ ص ٦٣٧) وهؤلاء الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا أدرى أي من القبائل الثلاث. فقد قال ابن سعد في طبقاته ج ١ ص ٣٢٩: عن


(١) معجم قبائل العرب ج ١ ص ١٦ - ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>