للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قومهم في الشام, لأنهم لا يدرون أيتبعونهم على الإِسلام أم لا، فلما قدموا الشام على قومهم، لم يستجيبوا لهم، فكتموا إسلامهم، وقد مات منهم رجلان مسلمان قبل الفتح وبقى واحد منهم فلما حررت جيوش الإِسلام الشام بقى أحدهم أبا عبيدة عام اليرموك وخبره بإسلامه (١).

- ٤٨ -

[وفد همدان]

همدان -بفتح أوله وسكون ثانيه-: قبيلة يمانية قحطانية عظيمة وهي بطن من كهلان بن سبأ. وهم بنو همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان، تتفرع من همدان أفخاذ كثيرة منهم أرحب، وموهبة (لعلها اليوم التي تسمى: مرهبة) ويام وبنو الزريع، تقع ديارهم في الماضي شرقي اليمن، ولما جاء الإِسلام تفرقوا بسبب مشاركتهم في حروب الجهاد في الشام والعراق وأفريقيا والأندلس.

تعتبر همدان ذات شأن عظيم في التاريخ الإسلامي، وكانوا أثناء الخلاف المؤسف الذي نشب بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأمير معاوية بن أبي سفيان -إلى جانب أمير المؤمنين في معارك صفين- وفي همدان يقول أمير المؤمنين معبّرًا عن امتنانه لهذه القبيلة الباسلة:

ولو كنت بوَّابا على باب جنة ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

وقد وفد همدان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرجعه من تبوك سنة تسع هـ فأسلموا وحسن إسلامهم، وفيما وصل إلى علمي -لم تكن همدان من العناصر التي ارتدت عندما ارتد بعض الفئات في اليمن بزعامة الأسود العنسى وعمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجى.

والواقع أن الإِسلام قد فشى في همدان قبل الهجرة والنبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا يزل بمكة، فقد ذكر ابن سعد في طبقاته، أن رجلًا منهم يقال له: قيس بن مالك بن سعد بن لأى الأرحبى قدم على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة،


(١) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٣٨ - ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>