للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس يومئذ حتى أمسى وليلتهم أحتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذنتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نيامًا، وإنما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبي (١).

[هو والله الذليل وأنت العزيز]

وقال ابن إسحاق .. فلما استقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسار، لقيه أسيد بن حضير (٢) - من سادات الخزرج - فحياه بتحية النبوة وسلم عليه، ثم قال يانبي الله، ، والله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها، فقال له (وكان أسيد من خاصة أصحابه) .. أو ما بلغك ما قال صاحبكم؟ . قال .. وأى صاحب يا رسول الله؟ ، قال .. عبد الله بن أبي، قال .. وما قال: قال .. زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال .. فأنت يا رسول الله والله تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال .. يا رسول الله .. إرفق به .. فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكًا (٣).


(١) انظر ترجمة هذا المنافق في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(٢) انظر ترجمته في كتابنا غزوة بدر الكبرى الطبعة الثانية.
(٣) هذا الكلام الذي رواه ابن إسحاق عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن النبي القائد واثق من صدق الغلام زيد بن أرقم فيما تقل إليه من كلام المنافق عبد الله بن أبي إلا أنه صلى الله عليه وسلم أحب أن لا يتسع الحديث والنقاش حول هذا الموضوع الخطير ولذلك قال لزيد بن أرقم .. لعلك غضبت عليه، أو لعله أخطأ سمعك ثم أمره (فورًا) بالرحيل لينسى الناس هذا الحديث الخطير.

<<  <  ج: ص:  >  >>