للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضياعنا فارددهم إلينا .. وفي رواية أُخرى كتب أهل مكة: يا محمد، والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربًا من الرقِّ. فقال ناس: صدقوا يا رسول الله ردّهم إليهم، فغضب رسول - صلى الله عليه وسلم - من ذلك وقال: ما أَراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا وأبى أن يردّهم، قال: هم عتقاءُ الله (١).

[من ذيول أزمة الحديبية]

وبالرغم من إبرام الصلح بالتوقيع على وثيقته وتبادل الوثائق بين الوثائق بين الفريقين من عناصر من القرشيين ذات مصلحة خاصة حاولت تعكير الجوِّ من جديد بغية إعادة الأَزْمة إلى سابق عهدها .. حيث أخذت هذه العناصر (بعد الصلح) تتحرش بالمسلمين وتشتم النبي - صلى الله عليه وسلم - بغية استفزاز المسلمين لعلهم يقومون من جانبهم بنقض الصلح وهم لمَّا يزالوا في الحديبية.

فقد جاء في جامع الأُصول (ج ٩ ص ٣٢٥) أن سلمة بن الأَكوع قال: لما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في أصلها فأتانا أربعة من المشركين من أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادي منادٍ من أسفل الوادي: يا للمهاجرين، قتل ابن زنيم، قال: فاخترطت سيفي، ثم شددت على أُولئك الأربعة وهم رقود، فأخذت


(١) جامع الأصول من أحاديث الرسول ج ٩ ص ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>