أما قزمان فقد ذكر ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: كان عندنا رجل غريب لا ندري ممن هو يقال له قزمان، وكان ذا بأس وقوة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر له يقول: إنه من أهل النار.
فلما كان يوم أحد قاتل قزمان قتالًا شديدًا، ويقال إنه أول من رمى من جانب المسلمين بسهم في المعركة وكان يرمي النبال كأنها الرمال، ثم فعل بالسيف الأفاعيل.
وذكر أنه (عند احتدام المعركة) كان يكت كتيت الجمل الفحل ولقد لقى المشركون منه الأهوال.
[القومي غير الديني]
وذكر ابن الأثير في الكامل أن قزمان هذا قد جرح جراحات كثيرة في المعركة يوم أُحد فحمل إلى داره بالمدينة وكان المسلمون يفدون عليه ويقولون، أبشر قزمان، فيقول لهم بم أبشر؟ ؟ وأنا ما قاتلت إلا عن أحساب قومي (أي على شرفهم ومفاخرهم)، وفي رواية أن قتادة رضي الله عنه قال لقزمان، هنيئًا لك الشهادة يا أبا الغيداق، فقال: إني والله ما قاتلت يا أبا عمرو على دين (١) ما قاتلت إلا على الحفاظ أن تسير إلينا
(١) وعقيدة قزمان هذا، هي عقيدة القوميين العلمانيين غير الدينيين الذين يرون أنه من الرجعية والطائفية التزام الكفاح في سبيل الإسلام أو باسمه، بل إنهم ليحاربون كل من يدعو إلى الإسلام ليتخذ المسلمون منه (في الوطن العربي) دينًا ودولة، ويستنكرون (حتى محاربة المستعمرين باسم الإسلام ومع هذا يدعى البعض منهم أنه مسلم، بل لا يخجل (مع هذا) أن يشبه نفسه بصلاح الدين الأيوبي وأمثاله من قادة الأمة الإسلامية المجيدة، =