للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كعب بن أسد بأن يبقى مع بني قريظة في حصونهم إذا ما انشمرت جيوش الأَحزاب عن المدينة دون أن تحقق الهدف الذي يرمى إليه اليهود وهو سحق المسلمين وإبادتهم إبادة كاملة.

وفعلًا .. وفَّى هذا الزعيم اليهودى النضرى لإخوانه بني قريظة بالعهد، فدخل معهم حصونهم وبقي بينهم حتى استسلموا للمسلمين فاستسلم معهم، فأُعدم ضمنهم.

[شيطان بني النضير يتكلم قبل إعدامه]

وعندما جئ بهذا الزعيم اليهودى الخطر (حُييّ بن أَخطب) إلى ساعة الإعدام، لم يُخف بغضه للنبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - وحقده عليه.

بل أَعلن ذلك بكل صراحة وتبجح، في تلك الساعات الأخيرة من حياته الشريرة.

قال ابن إسحاق -يصف موقف حيى بن أَخطب ساعة إعدامه- وأُتِي بحيى بن أخطَب عدو الله، وعليه حلة فقاحية (١) قد شقها عليه من كل ناحية قدر أُنملة، لئلا يَسلبَها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل.

فلما نظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال .. أَما والله ما لُمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذله الله، وزاد السهيلى في الروض الأُنف، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لحُيَيّ بن أَخطب حين رآه موثقًا .. أَلم يمكن الله منك؟ ، فقال: بلى، ولكن من يخذُلْك يُخذل.


(١) فقاحية لونها يضرب إلى الحمرة، على لون الورد حين هم أن يتفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>