للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإِن أَنت قويتني (وفي رواية فديتني): خرجت إِليه حتى أَغتاله فإِن معي خنجرًا كخافية النسر فأَسوره ثم آخذه في عير، وأَسبق القوم عدوًا. فإِني هاد بالطريق خِرّيت.

فاغتبط أَبو سفيان قائلًا للأَعرابي: أَنت صاحبنا .. ثم أَعطاه بعيرًا ونفقة كافية، وطلب منه أَن يكتم أَمره قائلًا: أَطو أَمرك.

فخرج من مكة ليلًا. وكانت المسافة بين المدينة لا يقطعها الراكب إِلا بعد أَحد عشر يومًا، غير أَن الأَعرابي المذكور قطع هذه المسافة في خمسة فقط، إِذ لم تكن صبيحة اليوم السادسة إِلا وهو في المدينة.

وبمجرد وصوله عَقل راحلته ثم أَخذ يسأَل عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لينفِّذَ الجريمة فاهتدى إِليه بسهولة لَأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له حارس أَو حاجب يحول بين الناس وبين مقابلته في أَي وقت.

إن هذا ليريد غدرًا:

وفي مسجد بني عبد الأَشهل كاد الأَعرابي المأْجور ينفِّذ جريمة الاغتيال .. إِذ هناك وجد النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسًا، فدخل عليه المسجد كأَحد عامة المسلمين.

غير أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تفرّس في الأَعرابي وأَدرك أَنه يريد شرًّا فقال لتنفيذ الجريمة المكلف بتنفيذها.

إِلا أَن سيد الأَوس (أُسيد بن الحُضَير) (١) حال دون ذلك، إِذ


(١) أسيد بن حضير (بضم أوله وفتح ثانيه) انظر ترجمته في كتابنا غزوة الأحزاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>