وأثناء زحف القيصر لاحتلال مملكة فارس. صار يتودد إلى أذينة الأصغر ليكون وعشائر تدمر وقبائل الصحراء المحيطة بها عونًا له في حربه ضد الفرس - لذلك منح القيصر أذينة أعلى الرتب وأغدق عليه الخلع والهدايا بسخاء كبير.
ولكن أذينة الغاضب الطموح لم يحفل لهذه الخلع والهدايا ففرّقها في شيوخ العشائر ورؤساء القبائل الذين أحبوه ومنحوه كل ولائهم لما فطر عليه من الشجاعة والنجدة. بل ظل الحقد يعمل في نفسه على الرومان وعلى القيصر والريانوس بوجه خاص.
وسنحت الفرصة الذهبية للأمير الشاب "أذينة الأصغر" فاهتبلها فضرب عصفورين بحجر. حيث ساعدته الأقدار على أن يجبر الرومان على محالفته والاعتراف به سيد المشرق. وعلى أن يهزم الفرس ويذلهم وينزل الهزائم بهم. فيقهر النقيضين في آن واحد.
وقوع القيصر أسيرًا
فقد نشبت معركة فاصلة "في الرها" بالقرب من الفرات بين الفرس بقيادة الملك "سابور" وبين الرومان بقيادة الملك "والريانوس" انتهت بانتصار الفرس علِي الرومان انتصارًا ساحقًا. تُوِّج هذا الانتصار بوقوع القيصر نفسه أسيرًا في أيدى قوات الملك سابور. فعاد به إلى عاصمته "المدائن" أسيرًا. وذلك عام ٢٥٩.
وقد اغتبط أذينة الأصغر بالنكبة التي نزلت بالقيصر وجيوشه التي فرقتها الهزيمة في "الرها"، فكتب إلى سابور يهنئه بالنصر، ويعرض عليه أن يكون وإياه يدًا واحدة على الرومان لطردهم نهائيًا من الشرق.
ولكن كبرياء سابور ملك الفرس وغطرسته. جعلته يقابل عرض الأمير الطموح "أذينة الأصغر" بالإِهانة والاحتقار. حيث كتب يؤنبه. كيف يجرأ "وهو البدوى المتأخر" أن يخاطب ملك الملوك سابور، مخاطبة الند للند. بدلًا من أن يقدم له فروض الطاعة والخضوع والولاء. أليس سابور. هو الذي هزم جيوش روما وقبض على قيصرها أسيرًا؟