للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهمتها الرئيسية هي حماية ظهر الجيش الإسلامي، وصد أية محاولة (في أي وقت يقوم بها خيالة المشركين) بأن يلزموا مواقعهم في الجبل حتى يتلقوا منه أوامر خاصة.

ولكي يدركوا خطورة الواجب الملقى على عاتقهم وأن مصير الجيش الإسلامي قد يكون (في ساعة من الساعات) مرتبطًا ببقائهم في هذا الجبل حذرهم من مغادرتهم حتى ولو رأوا الطير تتخطف المسلمين.

[الخوف من اقتحام الخيالة الجبل]

وقد كان أخشى ما يخشاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو أن يعمد سلاح فرسان المشركين إلى مباغتة المسلمين وضربهم من الخلف ساعة احتدام المعركة.

ولما كانت هذه العملية التي كاد يخشى أن تقوم بها خيل قريش، لا يمكن القيام بها إلا عن الطريق الذي يشرف عليه الجبل الذي تمركز فيه المسلمون، لفت - صلى الله عليه وسلم - نظر هؤلاء الرماة بصفة خاصة إلى خطر خيل مكة وأمرهم بأن يترقبوها دائما، ويرشقوها بالنبل إن حاولت المرور لضرب المسلمين من الخلف.

(وفعلًا) حدث الذي كان يخشاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويتوقع حدوثه فقد فكر فيه خالد بن الوليد قائد سلاح فرسان المشركين منذ اللحظة الأولى.

فقد ظل ابن الوليد يرقب مواقع الرماة في الجبل مراقبة دقيقة ويتحين الفرص لعله يجد فرصة لاتقتحام الموقع في الجبل وإجلاء المرابطين أو إبادتهم، ثم التسرب من فم الشعب إلى داخله، لضرب المسلمين من الخلف وإحداث الارتباك في صفوفهم في أول المعركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>