فقد جمد وجود الخندق نشاط تلك الآلاف المؤلفة من جيوش الأحزاب وشل حركتها، حيث لم تستطع مقاتلة المسلمين إلا عن طريق تسللية انتحارية عبر الخندق، وهذا العمل (مهما تكرر) لا يؤدى إلى النتيجة المرجوة من الغزو ..
وقد جربت قيادة الأحزاب عملية القفز -عبر الخندق- بالخيل لعلها تستطيع (إن نجحت) أن تقيم معابر واسعة تمر منها مشاة الأحزاب (تحت حماية سلاح الفرسان القرشي) إلى ناحية المسلمين، ولكن هذه التجربة باءت بالفشل، إذ كان مصير الفرسان الذين قاموا بها إما القتل وإما الفرار إلى حيث أتوا، وهكذا ظلت قيادة الأحزاب حائرة لا تدري ماذا تصنع إزاء هذه المكيدة الحربية التي لجأ إليها المسلمون فشلوا بها حركة جيوش الأحزاب وعطلوها عن الحركة كما تريد.
[التذمر في صفوف الأحزاب]
وقد نتج عن تجميد جيوش الأحزاب وعدم قدرتها على القيام بعمل حاسم في معركة فاصلة (بسبب الخندق) تذمر داخل جيوش الأحزاب لأن جل هذه الجيوش من الأعراب (البدو) الذين ألفوا في حروبهم (دائمًا) المعارك الخاطفة التي لا تزيد على يوم أو بعض يوم وما كانوا يعرفون المرابطة أمام الخنادق كل هذه المدة التي رابطوها حول المدينة.
ولهذا فقد ثقل عليهم التجمد وراء الخندق دونما قتال فملوا المرابطة على غير جدوى، الأمر الذي لاحظته قيادة الأحزاب، فأخذت تشعر بالحرج، وصارت (نتيجة لذلك) تفكر في الإنسحاب، ولكن التزامها