للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال إن الذي قتل خبيبًا هو عقبة بن الحارث وكان غلامًا صغيرًا جعل بعض القرشيين الحربة في يده ثم أخذ بيده فطعن بها خبيبًا حتى قتله، فكان عقبة (١) بن الحارث يقول (بعد أن أسلم) والله ما أنا قتلت خبيبًا لأننى كنت أصغر من ذلك .. ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية.

[من آثار تلك الجريمة]

وكان سعيد بن عامر الجمحى (٢)، الأمير الزاهد الورع المشهور فيمن حضر مصرع الشهيد خبيب قبل أن يسلم، فكان بعد ذلك لا يخطر على باله ذكر مصرع خبيب إلا أُغمى عليه.

قال ابن هشام: كان عمر بن الخطاب قد استعمل سعيدًا هذا على بعض نواحى الشام، فذكر لعمر أنه يغمى عليه أحيانًا في مجلس الإمارة، فسأله عمر في قدمة قدمها عليه، فقال له: ما هذا الذي يصيبك؟ .

فقال .. والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس، وكنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل، وسمعت دعوته فوالله ما خطرت على قلبى


(١) هو عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، أبو سروعة، أسلم وله صحبة، مات في خلافة ابن الزبير.
(٢) هو سعيد بن عامر بن حديم بن سلامان القرشي الجمحى، من كبار الصحابة ومن فضلائهم، تأخر إسلامه حتى غزوة خيبر حيث أسلم قبلها وشهدها وما بعدها مع رسول الله الله صلى الله عليه وسلم، من المشهورين بالزهد والصلاح، ولذلك أحبه عمر وولاه على بعض نواحى الشام، مات سنة عشرين في خلافة عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>