للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهدْي المحصور خارج الحرم، قاده الشوق إلى موطنه الأَصليّ مكة، فهرب من الحديبية، وبالرغم من أَن المسافة بين الحديبية ومكة لا تقل عن خمسة عشر ميلًا، وبالرغم من مضيّ خمس سنوات على غيابه عن دار مالكه أَبي جهل في مكة، فقد اهتدى تمامًا إلى دار أَبي جهل حيث لم يشعر أَهل مكة إلَّا وهو بارك أَمام هذه الدار فعرفوه فتمسّكوا به .. وكان شروده من الحديبية قبل عقد الصلح.

مائة ناقة ثمنًا لجمل أبي جهل:

إلَّا أَنَّ هذا الجمل ذا الذِكْرى المؤلمة جدًّا لمشركي مكة، لم يقع في أَيدي أَهل مكة إلا بعد أَن تمَّ عقد الصلح في الحديبية، وبعد وصول الوفد القرشي المفاوض عائدًا إلى مكة.

وقد خرج في أَثر الجمل عمر بن غنمة السّلمي (١) يطلبه ليعيده إلى الحديبية لأَنه من جملة الهَدْي المطلوب نحره في الحديبية.

إلا أَنَّ المتعصبين من سفهاءِ المشركين رفضوا تسليم الجمل لابن غنمة، فاتصل الأخير بسهيل بن عمرو - بصفته المسؤول عن تنفيذ شروط صلح الحديبية وطلب منه إعادة الجمل، فلم يتردد سهيل في إصدار الأَوامر إلى المتعصبين بإعادة الجمل إلى المسلمين تنفيذًا لاتفاقية صلح الحديبية.


(١) قال في الإصابة: هو عمرو بن غنمة بن عدي بن تابي بن عمرو، من بني سلمة (الأنصار) ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرًا، وفي البكائين وكذا ذكره ابن إسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>