ولم أَر فما بين يدي من مصادر تاريخ هذه الحملة .. ولكن الغالب على الظن أَنها حدثت في السنة الخامسة من الهجرة .. بدليل أَن ذكرها في السيرة الحلبية جاءَ قبل ذكر حملة علي بن أَبي طالب التي قام بها إِلى فَدَك لتأْديب بني سعد في شعبان سنة خمس من الهجرة.
قاد هذه السرية زيد بن حارثة إلى مدين وهي قرية نبي الله شعيب - صلى الله عليه وسلم - وهي تجاه تبوك (على ما ذكره صاحب السيرة الحلبية).
ولم أَطلع في شيء من المصادر، على من جردت هذه الحملة، وكل ما في الأَمر أَن ابن برهان الدين ذكر في السيرة الحلبية أَن زيدًا ظفر بالقوم وأَصاب سببًا، ففرقوا في بيعهم بين الأُمهات والأَولاد، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يبكون، فقال: ما لهم؟ .
فأَخبر أَنه فرَّق بين الأُمهات والأُولاد في البيع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا نبيعوهم إِلا جميعًا، فصار ذللك النهي تشريعًا حرم العلماءُ بموجبه التفريق بين الأُم وأَي من أولادها في البيع، واعتبر الإِمام الشافعي البيع باطلًا إِذا كان فيه تفريق بين الأُم وأَحد أَولادها (١).
(١) انظر بحثنا المستفيض عن الرق الحربي في الإسلام، في كتابنا (غزوة بني قريظة) ففيه فندنا التهم الباطلة التي ألصقها أعداء الإسلام بهذا الدين لإباحته الرق الحربي.