الخبر (زيادة من عنده) أن اليهود ندموا على نكثهم العهد الذي بينهم وبين محمد وأنهم لن يطلبوا الرهائن السبعين منهم إلا ليسلموهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليقتلهم كترضية له وتكفيرًا عن نقضهم العهد وكدليل على ولائهم للمسلمين من جديد، فكان هذا من أحكم خطط الدس والوقيعة لتفريق كلمة العدو.
فقد قال نعيم بن مسعود لقادة قريش .. إنه قد بلغني أمر قد رأيت عليَّ حقًّا أن أبلغكموه نصحًا لكم، ولكن فاكتموا عني .. قالوا .. نفعل.
فقال لهم .. تعلمون أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوه فيما بينهم وبين محمد (يعني ما قاموا به من نقض العهد) وقد أرسلوا إليه إنا قد ندمنا على ما فعلنا - ثم أبلغوه استعدادهم لوضع يدهم في يده من جديد وأنهم مستعدون ليكونوا معه على الأحزاب وأنهم لكي يبرهنوا له على صدق ما ذكروا قالوا له - .. فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين من قريش وغطفان رجالًا من أشرافهم، فنعطيكم فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقى منهم حتى تستأصلهم، وأنه (أي محمدًا) قد أرسل إليهم بالموافقة قائلًا .. أن نعم.
ثم قال نعيم لقادة قريش ناصحًا .. فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنًا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلًا واحدًا.
[انخداع الأحزاب بداهية الخندق]
وبعد أن ترك هذا الداهية العظيم - رضي الله عنه - نفوس القادة القرشيين نهبًا لنوازع الشك والريبة والحقد على حلفائهم الجدد بني