بجهل كل المسالك إلى أحد في تلك المنطقة لحداثة عهده بها، فقد طلب ممن لهم خبرة بالمسالك والطرق في تلك المنطقة أن يدلوه على طريق يفضى به إلى الشعب من جبل أحد دون أن يمر على جيش مكة المنتشر في السبخة من الوادي، والذي كان يحول (في مناطق كثيرة) بين المسلمين وبين الشعب من أحد.
[الدليل إلى أحد]
لذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - باحثًا عن دليل خبير:
"من رجل يخرج بنا على القوم من كثب (أي من قرب) من طريق لا يمر بنا عليهم"؟ ؟ .
فقال أبو خيثمة (أخو بني الحارث): أنا يا رسول الله.
فتحرك الجيش الإسلامي، فسلك به الدليل أبو خيثمة طريقًا قصيرًا وصل به إلى الشعب من أحد دون أن يمر على عسكر مكة.
فقد نفذ الدليل بالمسلمين في حرة (١) بني حارثة وبين مزارعهم متجهًا بهم شمالًا نحو جبل أحد، وتاركًا جيش المشركين شماله غربًا.
[أعمى القلب أعمى البصر]
وقد حدثت أثناء مرور النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيشه في مزارع بني حارثة, حادثة, من المناسب ذكرها للقارئ الكريم لأن فيها للنشء الإسلامي
(١) الحرة (بفتح الحاء) كل أرض ذات حجارة سود نخرة كأنما أحرقت بالنار، وأكثر هذه الحرار توجد حول المدينة، وتسمى مضافة إلى أماكنها.