بالإسلام، وصار المسلمون في المدينة أَغلبية ساحقة عقد النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع الطائفة اليهودية بقبائلها الثلاث:(بني النضير وبنى قينقاع وبنى قريظة) معاهدة شاملة، كان أَهم ما جاء في هذه المعاهدة أَن المسلمين واليهود أُمة واحدة يشتركون في وطن واحد، وأن عليهم الدفاع المشترك عن هذا الوطن (يثرب): المسم واليهودي يلزمه حمل السلاح لصد أَي عدوان يأتي من الخارج يستهدف هذه المنطقة مهما كان مصدره.
[أربع سنوات من المعاهدة]
وفي ظرف أَربع سنوات من هذه المعاهدة كشفت الأحداث المتلاحقة أَن اليهود جميعًا (بقبائلهم الثلاث) ما قبلوا تلك المعاهدة وارتضوا بنودها ووقعوا عليها إلا مكرًا وخداعًا، وأَنهم ما كانوا يهدفون من ورائها إِلا تضمين المسلمين ليثقوا بهم ويركنوا إِليهم.
حتى إِذا ما سنحت لهم الفرصة داسوا هذه العهود والمواثيق وشرعوا (دون إِقامة أَي اعتبار لخُلُقٍ أَو وجدان أَو ضمير أو دين) في تسديد ضربتهم التي يحرصون على أَن تكون قاتلة حاسمة.
ولقد عانى النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا الخُلُق اليهودى الخبيث المتأَصل, متاعب كثيرة, فبالرغم من تمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاهدة المعقودة بينه وبين اليهود، ورغبته الصادقة في تطبيقها حرفيًّا والوفاء بها إلى أبعد الحدود فإِن هؤلاءِ اليهود (دونما استثناءٍ) كانوا لا تسنح لهم فرصة يرون أَنهم قادرون فيها على تسديد ضربة قاتلة إِلى المسلمين