للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٦٧ -

[وفد حمير]

حمير -بكسر الحاء وسكون الميم- بطن عظيم من القحطانية، وهو أحد جرمين رئيسيين تنتسب إليهما جميع قبائل اليمن، وهما كهلان بن سبأ وحمير بن سبأ، واسم حمير هو (العرنج) قال الهمدانى: حمير في قحطان ثلاثة: الأكبر، والأصغر، والأدنى.

وديانة حمير قبل الإِسلام، بعضهم دان باليهودية، وبعضهم يعبد الشمس، وكان لحمير في الجاهلية بيت بصنعاء يقال له رئام، يعظمونه، ويتقربون عنده بالذبائح (١) وفي حمير كان الملك عظيمًا وكان منهم ملوك عظام، وقد امتدت رقعة مملكة حمير إلى أرض فارس وأفريقيا والهند فحكموا كل هذه الأقطار مدة طويلة قبل الإِسلام، وقد كان لحضارمة حمير ملك بالشام قبل الغساسنة، فقد كان جيل من قضاعة ملوكًا لجنوب الشام حتى حاربهم بنو عمهم الغساسنة وأزالوا ملكهم (٢).

ولما جاء الله بالإِسلام، وانتصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل معاركه الحربية الرئيسية، قرر ملوك حمير الدخول في الإسلام، ولذلك - في شهر رمضان سنة تسع هـ - بعثوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليمن رسولًا بإسلامهم، وهم أربعة ملوك، نعيم بن عبد كلال (٣)، والحارث بن عبد كلال (٤)، والنعمان (٥) قيل ذي رعين، وزرعة ذو يزن (٦)، وكان رسول هؤلاء الملوك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مالك بن مرارة الرهاوى (٧)، فقد كتب هؤلاء الملوك إلى


(١) الأصنام للكلبي ص ١١ ومعجم قبائل العرب ج ١ ص ٣٠٦.
(٢) انظر كتابنا "العرب في الشام قبل الإِسلام".
(٣) لم يزد في أسد الغابة وغيره من كتب التراجم على أن ذكر قصة إسلام نعيم هذا.
(٤) لم أجد في كتب التراجم أكثر من قصة إسلام الحارث هذا.
(٥) كذلك ليس في كتب التراجم زيادة على ذكر قصة إسلام النعمان هذا وزملائه الملوك الثلاثة.
(٦) لم يزد المترجمون على أن ذكروا فقط قصة إسلام زرعة هذا ونص الكتاب الذي كتبه لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أوردناه، ولم أر أحدًا من أصحاب الحديث والسير ذكر أن أحدًا من هؤلاء الملوك الأربعة اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فَهُمْ مسلمون ولكنهم ليسوا من الصحابة.
(٧) جاء في أسد الغابة أن ابن مسعود قال: "أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده مالك بن مرارة الرهاوي =

<<  <  ج: ص:  >  >>