ولما وصلوا إلى مكان يقال له .. ذات الرجيع - وهو ماء لهذيل بين عسفان ومكة - غدر بهم الذين تظاهروا بالإسلام وطلبوا ابتعاثهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قومهم ليعلموهم الإسلام.
ففي ذلك المكان (ذات الرجيع) مثلث قبائل دلك المنطقة (من هُذيل) أبشع أنواع الغدر وأحط أساليب اللؤم والخسة والدناءة.
فبينما كان رجال بعثة التعليم الإسلامية مطمئنين في رحالهم حول الماء ومعهم رجال الوفد الغادر، إذا بهؤلاء الرجال الغادرين يتسللون الواحد تلو الآخر من بين رجال البعثة الإسلامية التفقيهية، ثم يتجهون نحو قبيلة هذيل فيستصرخونها على رجال البعثة الآمنة طالبين منها المشاركة في الغدر بهذا الوفد العلمي المسالم الذي - لم يكن يفكر مطلقًا في الحرب.
ولقد استجابت قبيلة هُذيل لداعى الخسة والغدر إذ لم يرُعْ رجال البعثة التفقيهية الإسلامية التي لا يتجاوز عددها العشرة إلا الرجال بأيديهم السيوف وقد أحاطوا بهم من كل جانب.
فسارع رجال البعثة العشرة إلى سيفوهم للدفاع عن أنفسهم ولكن الجبناء الغادرين لما رأوا شدة المقاومة وضراوة القتال طلبوا منهم الكف عن القتال وعرضوا عليهم الأمان قائلين .. إنا والله ما نريد قتلكم ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم.
[القتلي من رجال البعثة]
وأمام هذا العرض اختلف رجال البعثة فيما بينهم .. فريق وهم