للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجازية ومن جيران الحرم بالذات أهل مكة، وهذه الحادثة الثانية - وإن كانت ضحاياها في العدد أقل من ضحايا بئر معونة - إلا أن الغادرين قد مثَّلوا فيها أحط أنواع الغدر والخيانة.

وتفصيل ذلك أن وفدًا من عضل والقارة من الهون بن خزيمة ابن مدركة، وفدوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر صفر، الشهر الذي حدثت فيه حادثة بئر معونة، تظاهر أمامه بالإسلام وطلبوا منه أن يرسل معهم بعثة من أصحابه المثقفين لكى يعلموهم دين الإسلام قائلين:

"يا رسول الله إن فينا إسلامًا فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقهوننا ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام".

فاستجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لطلبهم، ثم شكل أعضاء البعثة الثقافية المطلوبة على النحو التالي:

مرثد بن أبي مرثد الغنوى (١) رئيسًا .. وتسعة أعضاء، من بينهم عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح (٢) البطل الرامى، والذي صرعت نباله اثنين من حملة لواء قريش في تلك المعركة.

غادر وفد التفقيه هذا مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - متجهًا جنوبًا نحو مكة يصحبه وفد الخيانة الذي حضر إلى المدينة متظاهرًا بالإسلام.


(١) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى) طبعة ثانية.
(٢) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>