وكانت تهدف قريش -على ما يظهر- من وراء قيام فرسانها بهذه المغامرة، مواصلة القيام بمثل هذه الحركات الخاطفة- إذا ما نجحت التجربة التي قام بها الفرسان عبر الخندق- لأن قادة الأحزاب أدركوا أنه مع وجود الخندق حاجزًا بينهم وبين عدوهم ويستحيل عليهم القيام بأي هجوم شامل على مواقع المسلمين وراء الخندق، وخاصة من ناحية المشاة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في جيوش الأحزاب ولهذا قرر قادة الأحزاب الاعتماد على سلاح الفرسان ليكون هو السلاح الرئيسى في المعركة التي كانوا ينوون نقلها إلى هعسكر المسلمين ذاته، لا سيما وأنهم على موعد مع يهود بنى قريظة ليضرب هؤلاء اليهود المسلمين من الخلف ساعة الصفر.
ولكن فشل رعيل الفرسان هذا في المغامرة التي قام بها رجاله والتي انتهت بالقضاء على أكثرهم وفرار الباقين منهم أكدت لقادة الأحزاب أن كل هذه الزلازل والمحن والبلايا التي أحاطت بالمسلمين (على قلتهم وكثرة عدوهم) لم يكن له أي تأثير على قوتهم المعنوية وأن ذلك كله لم يزدهم إلا ثباتًا وضراوة وإيمانًا وتلهفًا للاستشهاد في سبيل الله.
[توقف قريش عن مغامرات القفز بالخيل]
ولهذا كفت قيادة الأحزاب عن مغامراتها الحربية، فتوقفت عمليات قفز الفرسان الأشداء بخيلهم عبر الخندق، فلم يستطع فرسان الأحزاب القيام بأية مغامرة من هذا النوع- بعد تلك المغامرة الفاشلة التي قتل فيها