للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن جابر بن عبد الله (١) قال: لما كنا بالكديد (٢) بين الظهر والعصر أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إناء من ماء في يده حتى رآه المسلمون، ثم أفطر تلك الساعة.

وقال أبو سعيد الخدري (٣) قال رسول الله. - صلى الله عليه وسلم - لما وصل مرَّ الظهران (٤) - إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم. وبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن قومًا من الجيش صاموا .. فقال: أولئك العصاة (٥).

[قريش تقرر عدم المقاومة وتفوض أبا سفيان لطلب الأمان من الرسول]

وكما أراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - طمس الله عن قريش أخبار تحركاته بجيشه فلم يعلموا عنه شيئًا حتى بات معسكرا عند الأراك على بعد حوالي أربعة أميال فقط من مكة الكرمة.

ورغم انغلاق باب أخبار تحركات الجيش النبوى عن قريش فإنها ظلت "منذ ارتكبت خطيئة الغدر بخزاعة" وهي تتوقع أن يقوم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بغزوها تأديبًا لها على ارتكابها هذه الخطيئة.

وظل زعماؤها (ومنذ عاد إليهم أبو سفيان من المدينة) يتشاورون في الأمر. وأخيرًا، وبعد مشاورات متعددة اتخذ سادات قريش قرارًا بعدم مقاومة الجيش النبوى إذا جاءهم غازيًا. وقرروا أن ينتدبوا أبا سفيان بن حرب ليكون المفاوض عنهم. يأخذ لأهل مكة جميعا الأمان من الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويبلغه رغبة قريش في أن يُسلموا له مكة، على أن تكون مدينة مفتوحة يأمن فيها أهلها على أنفسهم وأموالهم. إلا أن قريشًا فوضت أبا سفيان بن حرب (وبصورة استثنائية) أن يقبل التحدى ويعلن الحرب على المسلمين الزاحفين في حالة واحدة، وهي عندما يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - في


(١) انظر ترجمة جابر بن عبد الله في كتابنا (غزوة أحد)
(٢) الكديد (بفتح أوله) موضع على بعد ٤٢ ميلًا من مكة المكرمة.
(٣) انظر ترجمة أبي سعيد الخدري في كتابنا (غزوة أحد).
(٤) مر الظهران (بفتح الميم) قال في مراصد الاطلاع: موضع على مرحلة من مكة.
(٥) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>