للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تشهد ثم فوَّق له بسهم فقتله، فقال: لا يسبق بهذا الخبر إلى نبي الله أول منى، فجاء صالحا فأخبره الخبر، فرفع صالح يديه مدًّا فقال: اللهم العن أبا رغال ثلاثًا (١).

[النهي عن دخول مساكن ثمود]

وجاء في كتب الحديث والمغازى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو بالحجر قال: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين -يعني قوم صالح- إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم، وفي رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - قال "وهو بالحجر": لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه (٢) وأسرع السير حتى أجاز الوادي (٣).

وفي مغازي الواقدي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم فيصيبكم ما أصابهم. وقال أبو سعيد الخدري: رأيت رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بخاتم وجده في الحجر في بيوت المعذبين، قال فأعرض عنه واستتر بيده أن ينظر إليه، وقال: إلقه، فألقاه فما أدرى أين وقع حتى الساعة. وكان ابن عمر يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه حين حاذاهم "أي المعذبين": إن هذا وادي النفر، فجعلوا يوضعون فيه ركابهم "أي يحثونها لتسرع في المشي" حتى خرجوا منه (٤).

[العناصر المشبوهة والتشكيك داخل الجيش]

فيما مضى من هذا البحث ذكرنا أن عناصر الجيش النبوي التحرك نحو تبوك كانت تضم فئات من الرتل الخامس الذين ليس لهم من الإِسلام إلا حمل هويته في الظاهر، وهم المنافقون، والذين تنطبق عليهم كلمة "باطنيين"


(١) مغازي الواقدي، ج ٣ ص ١٠٠٧.
(٢) قنعه أي غطاه كي لا يرى.
(٣) صحيح البخاري ج ٦ ص ٢٦ ومغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠٠٨.
(٤) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>