أما غطفان (فالطبع) لم يأت منهم أحد فاستحكمت حلقات الورطة علي بنى النضير بعد أن يئسوا من نجدة المنافقين لهم، فأسقط في أيديهم، وقذف الله الرعب في قلوبهم.
وشدد المسلمون الحصار وقاوم اليهود وصاروا يرمون المسلمين من حصونهم بالنبال والحجارة، وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - خيمته في مقر قيادته حول الحصون، فركز رماة بنى النضير نبالهم على خيمة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن أكثر هذه النبال لم يصل.
[قتلى اليهود في الحصار]
فاستدعى اليهود أحد رماتهم المشهورين وكان أعسرًا راميًا شديد النزع يبلغ نبله ما لا يبلغه نبل غيره، فطلبوا منه أن يجعل خيمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هدفًا لنباله ففعل، وأخذت نبال هذا اليهودى تتساقط على خيمة النبي القائد، وعند ذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بنقل مقر قيادته إلى مكان يكون في مأمن من نبال هذا اليهودى الرامى.
وقد قام علي بن أبي طالب بقتل هذا اليهودى الرامى وأسمه (غزول)، وذلك أن غزولًا هذا كان من شجعان بنى النضير، فقد خرج في عشرة من أصحابه لعله يصيب غرة من المسلمين، فوقع في كمين نصبه له علي بن أبي طالب مع سهل بن حُنيف وأبي دجانة (١) فشد عليّ على غزول اليهودى فقتله ثم شد أبو دجانة وأصحابه على الباقين فقتلوا جميعهم وعددهم عشرة، وأتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه برأس ذلك اليهودى الرامى إلى مقر القيادة النبوية.