للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأيتمتم أولادكم وقللتم وكثروا، فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من عند محمد ..

وفي الحال نقل زيد بن أرقم (١) هذا الكلام الخطير الذي فاه به رأس النفاق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد غضب الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهذا الخبر غضبًا شديدًا وتغير وجهه.

إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - (ولئلا تتسع الشقة وتحدث فتنة في المعسكر من جديد) أحب تلطيف الأمر وأظهر شكه في صدق ما نقل إليه زيد بن أرقم (وكان شابًّا صغير السن) فقال له .. يا غلام لعلك غضبت عليه، قال .. والله يا رسول الله .. لقد سمعته منه .. قال .. لعله أخطأ سمعك.

وقد لام الغلام رجال من قومه الخزرج، فقالوا له .. عمدت إلى سيد قومك تقول عليه ما لم يقل، فقال زيد والله لقد سمعت ما قال، ولو سمعت هذه المقالة من أبي لنقلتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإى لأرجو أن ينزل الله تعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ما يصدق حديثي.

[حكمة الرسول تنقذ الموقف]

وكان عبد الله بن أبي سيدًا في قومه الخزرج، وما كانت عدواته للنبي وبغضه للمسلمين لتخفى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنه - صلى الله عليه وسلم - لم يشأ التوسع في الموضوع، بل حاول إسدال الستار عليه خوف الفتنة.

وعندما طلب عمر بن الخطاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمح له بضرب


(١) انظر ترجمته في كتابنا غزوة أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>