للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[توالي الامتحان على المسلمين]

وهكذا يتوالى امتحان الله تعالى لصفوة هذه الأمة في مختبرات المصائب والفجائع، فقد فقدوا في للك الظروف العصيبة سبعين وجلًا هم في أمس الحاجة إليهم.

ولكن هذا الامتحان لم يزدهم تواليه إلا ثباتًا على الحق وصمودًا في وجه الباطل، وذلك الذي أواده الله منهم بهذا الاختبار {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (١).

[نازلة أخرى .. حادثة الرجيع (شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة)]

وفي الوقت الذي كان فيه الحزن والأسى يخيم على المدينة لمصرع السبعين الذين لقوا حتفهم (غدرًا على يد قبائل سليم)، في هذا الوقت تلقت المدينة نبأ كارثة غدر أُخرى ذهب ضحيتها نخبة من خيرة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وحادثة الغدر هذه تشبه (تمامًا) حادثة بئر معونة.

وإذا كانت حادثة الغدر المروعة التي تعرض لها المسلمون وفقد فيها المعسكر الإسلامى سبعين شهيدًا في بئر معونة، قد حدثت على أيدى القبائل النجدية.

فإن الحادثة التي نحن بصددها الآن قد جاءت من قبل القبائل


(١) سورة البقرة: ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>