أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقتلهما قال .. بئس ما صنعت قد كان لهما مني أمان وجوار، لأدِينَّهما، ثم بعث - صلى الله عليه وسلم -، بديتهما إلى قومهما من المشركين تنفيذًا لقانون العهد والجوار السائد بين القبائل العرب.
وقد تألم أبو براء عامر بن مالك لما فعل ابن أخيه عامر بن الطفيل وشق عليه ما أصاب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - على يد هذا الغادر الطاغية، حتى إن أبا براء (كما يقول ابن برهان الدين) مات أسفًا على ما صنع ابن أخيه من الغدر الشنيع بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا في جواره وأمانه.
ولم يرو التاريخ أن رهط ملاعب الأسنة أبي براء قد ردوا اعتبار زعيمهم بالانتقام من عامر بن الطفيل وقومه اللهم إلا أن ابن أبي براء (واسمه ربيعة) قد حاول الانتقام لشرف أبيه من الطاغية الغادر عامر بن الطفيل فحمل عليه بالرمح في نادى قومه يريد قتله وقد طعنه فعلًا إلا أن الطعنة لم تكن قاتلة حيث جاءت في فخذه، فلم يمت منها، وقد حال رهط ابن الطفيل وبين ابن عمه من أن يسدد إليه طعنة اقتص منه فرفضى قائلاُ: إن أنا مت، فدمى لعمى - يعني ملاعب الأسنة أبا براء - ويروى أصحاب السير أن ربيعة بن مالك هذا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرب عن أسفه لما أصاب أصحابه في جوار أبيه وقال له: أيغسل عن أبي هذه الغدرة أن أضرب عامر بن الطفيل ضربة أو طعنة؟ قال .. نعم فطعنه بالرمح كما هو مفصل فيما مضى.