للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أبرح مكانى حتى يتوب الله على مما صنعت، وعاهدت الله أن لا أطأ بني قريظة أبدًا ولا أرى في بلد خنت الله ورسوله فيه أبدًا.

ولقد كان امتحانًا نفسيًا قاسيًا تعرض له هذا الصحابي الجليل، فقد ربط نفسه بسلسلة ثقيلة بالأسطوانة التي ينصرف إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاة الصبح، وهي تقع عند باب أم سلمة.

ولما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصة أبي لبابة ومافعل بنفسه، -وكان - صلى الله عليه وسلم - قد استبطأه- قال: أما إنه لو جاءنى لاستغفرت له، فأما إذ قد فعل ما فعل , فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه.

وكانت امرأة أبي لبابة وابنته تأتيه في وقت صلاة فتفك رباطه، وكذا، إذا أراد حاجة الإنسان ثم يعود فيربط بالعمود وقد أقام أبو لبابة مربوطًا سبع عشرة ليلة حتى كاد يذهب سمعه وبصره.

[توبة أبي لبابة]

وبعد أن أقام هذا الصحابي الممتحن مربوطًا ما شاء الله أن يقيم تاب الله عليه وأطلقه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيده الكريمة.

قال ابن إسحاق: إن توبة أبي لبابة نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السحر وهو في بيت أم سلمة، فقالت أم سلمة:

فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السحر وهو يضحك، قالت: فقلت .. مم تضحك، أضحك الله سنك؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>