للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صيحة أَسمع أَهل مكة، وأَرجع فأَدخل مكاني، وجاءَه الناس يشتدون وهو بآخر رمق، فقالوا: من ضربك؟ فقال: عمر بن أُمية الضمري، وغلبه الموت، فمات مكانه ولم يدلل على مكاننا، فاحتملوه.

قال عمرو: فلما أَمسينا خرجنا ليلًا من مكة نريد المدينة.

أخذ جثة الشهيد خبيب (١):

قال: ثم مررنا بالحرس وهم يحرسون جيفة خبيب بن عدي فقال الحراس: والله ما رأَيت كالليلة أَشبه بمشية عمرو بن أُمية لولا أَنه بالمدينة لقلت هو عمرو بن أُميَّة.

قال عمرو: فلما حاذيت الخشبة؟ شددت على الخشبة فاحتمالتها وخرجت شدًّا (أَي عدوًا) وخرج الحراس ورائي فلم يقدروا علي, ثم أَتيت جرفًا بمهبط مسيل يأَجج فرميت بالخشبة في الجرف فغيَّب الله عنهم جثة (الشهيد) خبيب فلم يقدرا عليه.

[قتل جاسوس]

وبينما كان عمرو وصاحبه عائدين إلى المدينة أَويا إلى كهف فوجدا به رجلًا من بني بكر ثم من بني الديل أَعور في غنيمة له فلم يتعرضا له بسوءٍ، ولكن الشيخ الأَعور رفع عقيرته بعد أَن اضطجع وقال:

ولست بمسلم ما دمت حيًّا ... ولا دان لدين المسلمين


(١) انظر ترجمة خبيب بن عدي في كتابنا (غزوة الأحزاب) ص ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>