تغلب -بكسر اللام- قبيلة عظيمة من العدنانية، جدهم الأعلى ربيعة بن مضر، ومن تغلب تتفرع بطون كثيرة، وتغلب من القبائل الحربية ذات التاريخ الشهير، سكنت تغلب العراق قبل الإِسلام في جهة سنجار ونصيبين، وتعرف بلادهم في العراق بديار ربيعة، قاتلت تغلب المسلمين إلى جانب الرومان عام ١٢ هجرية؛ لأن فيهم نصارى .. غير أنهم قاتلوا الفرس إلى جانب المسلمين سنة ١٣ هجرية.
وقد وفد منهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد مختلط فيهم بعض النصارى، فكانوا ستة عشر رجلًا، فأسلم غير النصارى، وبقى النصارى على نصرانيتهم. فأجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين، وصالح النصارى وأقرّهم على دينهم.
-٢٥ -
[وفد حنيفة]
بنو حنيفة قبيلة عظيمة، من العدنانية من ربيعة بن نزار، تنحدر من بكر بن وائل، تقع منازلهم في اليمامة، وتعد بنو حنيفة من القبائل العربية المحاربة الشرسة في القتال، وقد ارتدت عن الإِسلام، ودارت في بلادها أعنف معارك الردة التي خاضها المسلمون على الإطلاق.
وقد وفدهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام عشر هجرية وفيهم مسيلمة بن حبيب الذي أطلق عليه فيما بعد لقب (الكذاب) لأنه ادّعى النبوة، والرحال بن عنفوة، الذي تعلم القرآن، ثم ارتد وكان بمثابة الموجه والداعية لمسيلمة الكذاب، وقد قتل الاثنان في معركة اليمامة.
وقد شهد كل أعضاء الوفد شهادة الحق عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم حدثت الردة فيما بعد بينهم، وكان مسيلمة قد خلّفوه في رحلهم عندما قابلوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأجازهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كل واحد خمس أواق فضة،