للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حليفه عتبة بن عمرو بن جحدم (١) أبره بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال، لا مال لي.

فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أين المال الذي وضعته عند أم الفضل، وقلت لها إن أُصبت فللفضل كذا، ولعبيد الله كذا، وقال والذي بعثك بالحق، ما علم به أحد غيرى وغيرها، وإني لأعلم إنك رسول الله. وفدى نفسه وابنى أخويه وحليفه (٢).

وكان المسلمون، أثناء معركة بدر، قد استولوا على أربعين أوقية من الذهب أخذوها من العباس بن عبد المطلب عند أسره، وعندما جاء وقت إطلاق الأسرى بالفداء، طلب العباس من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أن يحسب كمية الذهب التي صودرت منه يوم بدر من الفداء، فرفض الرسول - صلى الله عليه وسلم - طلبه، وقال لا. ذلك شيء أعطاناه الله عزَّ وجلَّ (أي أنه أصبح غنيمة للمقاتلين المسلمين بعد استيلائهم عليه) (٣).

[زينب بنت الرسول وزوجها الأسير]

وكان من بين الأسرى أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس، زوج زينب بنت الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكانت أُمه هالة بنت خويلد أُخت أُم


(١) كان مقدار الفداء الذي دفعه العباس عن نفسه وعن ابنى أخويه وحليفه مائة أوقية من الذهب، وهذا يعني أن مقدار الفداء الذي تقرر دفعه عن كل أسير هو خمس وعشرون أوقية من الذهب.
(٢) الكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٩٢.
(٣) وذكر ابن كثير أن المسلمين أبلغوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - رغبتهم في إعفاء العباس من الفداء وإطلاقه مجانًا، لقربه من رسول الله، فرفض - صلى الله عليه وسلم - ذلك وكلف العباس بأن يدفع الفداء كغيره من الأسرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>