للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبلهم، أما بقية رجال القبيلة فقد تفرقوا منهزمين في بطون الشعاب ورؤوس الجبال.

وهكذا، وبعد أن نجحت هذه الدورية في مهمتها وحققت أهدافها، بتأديب بنى أسد وضربهم في منازلهم بللك الصورة المباغتة التي ما كانوا يتصورونها، عاد القائد أبو سلمة إلى المدينة ظافرًا.

وقد استغرقت العمليات العسكرية التي قامت بها هذه الدورية بضع عشرة ليلة، وكان لنجاحها أكبر الأثر في نفوس القبائل المجاورة التي كانت تحدث نفسها بالإغارة على المدينة، لأن قبيلة بنى أسد تعتبر من أقوى القبائل النجدية وأشدها شكيمة، فكان نجاح المسلمين في ضرب هذه القبيلة وتشتيت جموعها بتلك السرعة بمثابة إنذار حاسم لمن تحدثه نفسه بالقيام بما اعتزمت هذه القبيلة القيام به من عدوان.

٢ - سرية عبد الله بن أنيس (١) (٢٥ المحرم سنة أربع من الهجرة)

وبعد عودة القائد أبي سلمة برجال دوريته ظافرين من ديار بنى أسد بنجد مباشرة، نقلت استخبارات الجيش إلى القائد الأعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبارًا تفيد أن القائد الهذلى الشهير، خالد بن سفيان قد جرأه هو الآخر ما أصاب المسلمين في معركة أُحد فطمع في الإغارة على المدينة بغية


(١) هو عبد الله بن أنيس الجهني أبو يحيى، حليف بنى سلمة من الأنصار، من السابقين إلى الإسلام، شهد بيعة العقبة والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن صلى إلى القبلتين، توفاه الله بالشام سنة أربع وخمسين للهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>