للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(بلى) فبلى هم بنو بلى بن عمرو بن الحافى بن قضاعة، وبهراء هم بنو بهراء بن عمرو بن الحافى بن قضاعة.

تقع منازل بهراء في جزيرة العرب شمالي منازل أبناء عمومتهم (بلى)، وبهراء قبيلة عظيمة، ويتفرع منها بطون كثيرة، وتمتد منازلهم حتى العقبة وإيلات (إيلة)، وقد كانوا مثل بلى أنصارًا للرومان ضد المسلمين في معركة مؤتة عام ٨ هـ، وقد عبر منهم خلق كثير البحر الأحمر (بحر القلزم) إلى ساحله الغربي فانتشرت قبائل منهم كثيرة ما بين الحبشة وصعيد مصر.

ويذكر ابن سعد: أن وفدهم وفد من اليمن، وأنهم كانوا ثلاثة عشر رجلًا، وفدوا سنة ٩ هـ، وقد أسلموا وتعلموا فرائض الإِسلام، وبعد أن أقاموا بالمدينة أيامًا، استأذنوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الانصراف، فودعوه، وأعطاهم جوائز كما يعطى سائر الوفود.

- ٤٢ -

[وفد عذرة]

عذرة -بضم العين وسكون الذال- بطن عظيم من قضاعة، من القحطانية أيضًا، وهم ينتسبون إلى سعد هذيم، الذين تقدمت ترجمتهم في هذا الكتاب، ويتفرع من عذرة هؤلاء أفخاد كثيرة، وبنو عذرة هؤلاء، مشهورون بشدّة العشق مع العفة.

روى أن سعيد بن عقبة قال لأعرابى: ممن الرجل؟ قال: من قوم إذا عشقوا ماتوا. قال: عذرة ورب الكعبة. قال سعيد: فقلت للأعرابى: ومم ذاك؟ قال: في نسائنا صباحة وفي رجالنا عفّة.

وكان وفد عذرة جاء في صفر سنة ٩ هـ وكان وفدهم مكونا من اثنى عشر رجلا، ولما دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلموا بسلام أهل الجاهلية وقالوا: نحن أخوة قصيّ لأمه، ونحن الذين أزاحوا خزاعة وبنى بكر عن مكة، ولنا قرابات وأرحام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مرحبا بكم وأهلًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>