للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنانة واسمه فضالة بن عمير الملوح .. حاول اغتيال الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثناء الطواف بالبيت في ذلك اليوم التاريخي الخالد، يوم الفتح. إلا أن الله تعالى أطلع نبيه - صلى الله عليه وسلم - على هذه المحاولة ففشلت بعد أن هدى الله تعالى الرجل الذي حاول القيام بها.

فقد ذكر ابن كثير عن ابن هشام أن فضالة بن عمير المذكور أراد قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه (لتنفيذ المحاولة) فجَأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضالة وقال له (في صيغة سؤال) .. أفضالة؟ .

فقال فضالة .. نعم فضالة يا رسول الله.

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. ماذا كنت تحدث به نفسك؟ .

قال فضالة: لا شيء كنت أذكر الله، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال .. "استغفر الله" ثم وضع يده الشريفة على صدر فضالة فسكن قلبه، فكان فضالة يقول .. والله ما رفع يده عن صدرى حتى ما من خلق الله شيء أحب إليّ منه، قال فضالة فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها، فقالت .. هلم إلى الحديث فقال .. لا وانبعث يقول:

قالت هلم إلى الحديث فقلت لا ... يأبى عليك الله والإِسلام

أو ما رأيت محمدًا وقبيله ... بالفتح يوم تكسرَ الأصنام

لرأيت دينَ الله أضحى بَيّنًا ... والشرك يَغشى وجهه الإِظلام (١)

[تحطيم الأصنام وإنهاء الوجود الوثني بعد إنهاء الوجود السياسي والعسكري]

وبعد أن أنهى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - وجود قريش السياسي باستيلاء


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>