للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أنهما كمؤمنين صادقين لا يبيحان لأنفسهما الخروج على أمر النبي -حتى ولو كان فيه هلاكهما- أبلغا النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - أنهما -باسم الأنصار جميعًا- على أتم استعداد للموافقة على هذه الاتفاقية بكاملها إذا كان ذلك عن أمر الله ووحى منه.

أما إذا كان الأمر، لا يعدو أن يكون رأيًا فيه مجال لأخذ والرد فإن لهما رأيا غير الرأي الذي رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أنهما يرفضان (بصراحة) إعطاء قبائل غطفان تمرة واحدة من ثمار المدينة على هذه الصورة.

فقد قال السعدان. . يا رسول الله. . أمرًا تحبه فتصنعه أم شيئًا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا، فإن كان أمرًا من السماء فامض له، وإن كان أمرًا لم تؤمر به ولك فيه هوى فسمع وطاعة، وإن كان إنما هو الرأي، فما لهم عندنا إلا السيف.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . لو أمرنى الله ما شاورتكما، والله ما أصنع ذلك إلا لأنى رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحد وكالبوكم من كل جانب فأردت أن أكسر شوكتهم إلى أمر ما.

[والله لا نعطيهم إلا السيف]

فقال له سعد بن معاذ (سيد الأوس) .. وكان شابًّا لم يكمل الأربعين من عمره: يا رسول الله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم -يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>