للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط، وما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا".

ويقول ابن إسحاق: إن الذي قال هذا القول المنكر، هو معتب بن قشير أخو بنى عمرو بن عوف، غير أن الذي لا غبار عليه هو أن معتب بن قشير هذا كان من البدريين، وقد ذكر اسمه في عدادهم ابن إسحاق نفسه، ولهذا عقب ابن هشام الرواى للسيرة على قول ابن إسحاق بقوله. . وأخبرنى من أثق به من أهل العلم أن معتب بن قشير لم يكن من المنافقين، واحتج بأنه كان من أهل بدر.

وعلى العموم فقد تفوه المنافقون بهذا القول المنكر، وقد أشار القرآن إلى الذين تفوهوا به فقال تعالى:

{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إلا غُرُورًا} (١).

وهكذا كان وجود فئات المنافقين داخل الجيش الإسلامي ابتلاءًا ثالثًا ابتلى به المسلمون.

[القوة الثالثة ضد المسلمين]

فقد كان هؤلاء المنافقون -بالإضافة إلى قوة الأحزاب ويهود بنى قريظة- قوة ثالثة ضد المعسكر الإسلامي، صارت عن قصد وإصرار -وخاصة بعد نقض اليهود العهد- تقوم بأعمال تخريبية داخل صفوف


(١) سورة الأحزاب ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>