ولم يكن من الصحابة المحاربين حاضرًا (ساعة الغارة) سوى سلمة بن الأَكوع الذي كان يركب فرسًا لطلحة بن عبيد الله، استعارها منه عند خروجه مع الرعاة استعدادًا للطواريء.
[الصريخ في المدينة]
ولما كانت المسافة بين الغابة والمدينة غير قريبة، وأَنه لا بد من إبلاغ النبي القائد وأَصحابه (بسرعة) لكي يسرعوا بالنجدة لاستنقاذ الإبل من مشركي فزارة .. ورأَى سلمة بن الأَكوع أنه من الصعب عليه وحده الالتحام بالمشركين المغيرين لاستخلاص الإِبل منهم .. قرر التخلي عن الفرس التي كان يركبها، واستدعى الراعي الوحيد الذي نجا من القتل، فطلب امتطاء ظهر الجواد والانطلاق بأَقصى سرعة نحو المدينة لإِبلاغ النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر اعتداء ابن حصن على إبله، وطلب النجدة لاستنقاذها.
وفعلا امتطى الراعي (واسمه رباح) - امتطى صهوة جواد ابن الأَكوع وانطلق نحو المدينة يسابق الريح، ولم تكن إلا سويعات قليلة حتى كان في المدينة يصرخ (الفزع الفزع).
= الغبراء وأظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر .. كانت لأبي ذر رضي الله عنه آراء في شئون المال خالفه فيها جمهور الصحابة بمن فيهم الخلفاء الراشدون، وقد ماتت هذه الآراء مع أبي ذر إذ لم يطبقها أَحد من الخلفاء بمن فيهم أمير المومنين علي بن أبي طالب، أشد المعجبين بأبي ذر رضي الله عنهم أجمعين وفي أبي ذر قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أَبا ذر يعيش وحده ويموت وحده ويحشر وحده .. وقد استغل الذين حاولوا هركسة الإسلام آراء أبي ذر الشاذة استغلالا فظيعًا حتى يظن من يقرأ هؤلاء المضللين أَن أبا ذر رضي الله عنه هو واضع أسس الاشتراكية العلمية (التي هي الماركسية بعينها) ألا ساء ما يحكمون (انظر كتابنا أكذوبة الاشتراكية).