للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعدى، فنصح بنى قريظة وحذرهم مغبة نقض العهد، وذكرهم بوفاء محمد الدائم وصدقه في معاملته لهم، وأنهم ملزمون بالقتال إلى جانبه، فكيف يسوغ لهم (بدلًا من ذلك) أن يشهروا السلاح في وجهه ويعينوا عدموه عليه؟ ثم طلب منهم الثبات على العهد وألا يصغوا لكلام حيى بن أخطب، بل وطلب منهم حمل السلاح إِلى جانب المسلمين كما تفرض ذلك المعاهدة المعقودة بينهم، وطلب عمرو بن سعدى في هذا المجلس من قومه أن يقفوا على الأقل موقف الحياد إذا لم ينصروا النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلًا: "إذا لم تنصروا محمدًا فاتركوه وعدوه".

ولكن وساوس وتأثيرات حيى بن أخطب كانت أقوى من كل معارضة حيث ما زال -كما قال بن إسحاق- يستدرج زعماء بنى قريظة ويفتل كعبًا في الذروة والغارب حتى أجابوه إلى ما طلب، فوافقوا على نقض العهد والغدر بالمسلمين والانضمام إلى جيوش الأحزاب.

وذلك بعد أن أخذوا العهد والميثاق على سيد بنى النضير حيى بن أخطب أن يبقى معهم في حصونهم ليصيبه ما أصابهم إذا رجعت قريش وغطفان دون أن تقضى جيوشها على المسلمين، ويعد أن أخذت قريظة العهد على حيي بن أخطب بهذا الخصوص، أعلن زعيمها كعب بن أسد نقضه للعهد وبرئ ما كان بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -.

[إعلان قريظة الغدر بالمسلمين]

ثم استدعى كعب زعماء بنى قريظة، ومنهم: الزبير بن باطا. . وعزال بن ميمون. . وشاس بن قيس وعقبة بن زيد وعمرو بن سعدى، وأحضر الصحيفة التي تتضمن نص العهد المعقود بين النبي - صلى الله عليه وسلم - ويهود

<<  <  ج: ص:  >  >>