للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - يدفعون بتلك الخرافة عن حصنهم.

فلما تحول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الأكمة التي اختارها الحباب بن المنذر، وسار المسلمون إلى الحصن، فخرج قدام الناس يزيد بن زمعة بن الأسود (١) على فرسه، فسأل ثقيفًا الأمان يريد أن يكلمهم، فأعطوه الأمان، ولكنهم غدروا به، ذلك أنه لما دنا من حصنهم رموه بالنبل فقتلوه. فكان أول شهيد من المسلمين في حصار الطائف.

[مصرع قاتل يزيد بن زمعة]

وقد أوقع الله بالذي غدر بالشهيد يزيد بن زمعة (وهو هذيل بن أبي الصلت) أخو الحكيم والشاعر المشهور (أمية بن أبي الصلت)، فقد خرج هذيل هذا من الحصين خلسة، لقضاء حاجة له، وهو يظن أن المسلمين لا يراه منهم أحد، غير أن يعقوب بن زمعة (٢)، أخو الشهيد (يزيد بن زمعة) كان له بالمرصاد، حيث كمن له عند باب الحصين، وعندما خرج هذيل بن أبي الصلت، قبض زمعة عليه وأسره , ثم أتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: هذا قاتل أخي يا رسول الله، فأمكنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - منه، فضرب عنقه.

[محاولة المسلمين اقتحام حصن الطائف]

وقد بذل الجيش الإسلامي جهودًا مضنية لاقتحام حصن الطائف وفتحه، ولكنَّ مقامة ثقيف كانت عنيفة ومركزة.

ولمحاولة التأثير على الثقفيين وإضعافهم بغية إجبارهم على التسليم. استخدم الجيش النبوي المنجنيق فضرب به قلاع الطائف وتهديم ما يمكن تهديمه منها.


(١) هو يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي، أمه قريبة بنت أبي أمية المخزومية أخت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -. أسلم قديمًا، وكان ممن هاجر إلى الحبشة، وصحب النبي وروى عنه الحديث كانت إليه المشورة في الجاهلية، وذلك أن قريشا لا يبتون في أمر إلا عرضوه عليه. فإن رضيه سكت، وإن لم يرضه كانوا له أعوانًا حتى يرجع إلى مكان من أشراف قريش.
(٢) هو يعقوب بن زمعة بن الأسود. قال ابن الأثير في أسد الغابة أورده جعفر في الصحابة. وروى عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ خرج حمار من شعب أبي دب فأمسك النبي ولم يكبر، وأحاز إليه يعقوب ابن زمعة أخو بني أسد حتى رده.

<<  <  ج: ص:  >  >>