للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرسول يستجوب الجاسوس الهوازنى]

وبعد هذا التقرير الشفوى الذي قدمه إلى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - جهاز استخباراته العسكرية عن هذا الجاسوس شرع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في استجوابه فسأله أولًا عن مكان هوازن الذي فيه يحتشدون. وقد كان الاستجواب على النحو التالي:

الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أين هوازن؟

الجاسوس: تركتهم ببقعاء (١) وقد جمعوا الجموع، وبعثوا إلى الجُرَش في عمل الدبابات والمنجنيق، وهم سائرون إلى جمع هوازن فيكونون جمعًا.

الرسول - صلى الله عليه وسلم -: وإلى من جعلوا أمرهم؟

الجاسوس: إلى فتاهم مالك بن عوف.

الرسول - صلى الله عليه وسلم -: وكل هوازن قد أجاب إلى ما دعا إليه مالك.

الجاسوس: قد أبطأ من بني عامر أهل الجد والجلد.

الرسول - صلى الله عليه وسلم -: من؟

الجاسوس: كعب وكلاب (٢).

الرسول: ما فعلت هلال (٣)؟

الجاسوس: ما أقل من ضوى إليه منهم، وقد مررت بقومك أمس بمكة وقد قدم عليهم أبو سفيان بن حرب فرأيتهم ساخطين لما جاء به، وهم خائفون وجلون.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم أخبر أصحابه أنه يصدِّق الرجل فيما قال قائلا: ما أراه إلا صدقنى.

قال الجاسوس: فلينفعنى ذلك؟

فأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد قائد مقدمة الجيش أن يحبسه،


(١) بقعاء (بفتح أوله وسكون ثانيه) اسم لعدة مواضع ولكنه هنا اسم لموضع في ديار هوازن.
(٢) كعب منا، هم بنو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان، وكلاب أيضًا، هم بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان.
(٣) هم بنو هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.

<<  <  ج: ص:  >  >>