قارب بن الأسود بن مسعود، وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث وأخوه الأحمر بن الحارث في بني هلال وجاع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصرى.
[أسلوب الواقدي في الرواية]
وقال الواقدي في كتابه المغازي ج ٣ ص ٨٨٥ - ٨٨٦: حدثنا أبو عبد الله محمد بن شجاع الثلجى قال: حدثني الواقدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر، وابن أبي سبرة، ومحمد بن صالح، وأبو معشر، وابن أبي حبيبة، ومحمد بن يحيى بن سهل، وعبد الصمد بن محمد السعدي، ومعاذ بن محمد، وبكير بن مسمار، ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، فكلّ قد حدثنا بطائفة، وغير هؤلاء، حدثنا ممن لم أُسَمِّ، أهل ثقة، فكل حدثنا بطائفة من هذا الحديث، وبعضهم أوعى له من بعض، وقد جمعت كل ما حدثونى به.
قالوا: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة مشت أشراف هوازن بعضها إلى بعض وثقيف بعضها إلى بعض، وحشدوا وبغوا وأظهروا أن قالوا: والله ما لاقى محمد قومًا يحسنون القتال، فأجمعوا أمركم فسيروا إليه قبل أن يسير إليكم. فأجمعت هوازن أمرها وجمعها مالك بن عوف - وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة - وكان سيدًا فيها مسبلًا، يفعل في ماله ويحمد، فاجتمعت هوازن كلها، وكان في ثقيف سيدان لها يومئذ: قارب بن الأسود بن مسعود في الأحلاف، هو (الذي) قادها، وفي بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث - ويقال الأحمر بن الحارث - وهو الذي قادها مواليًا ثقيفًا، فأوعبت كلها مع هوازن - وقد أجمعوا المسير إلى محمد، فوجد ثقيفًا إلى ذلك سراعًا، فقالوا: قد كنا نهم بالمسير إليه ونكره أن يسير إلينا، ومع ذلك لو سار إلينا لوجد حصنًا حصينًا نقاتل دونه، وطعامًا كثيرًا، حتى نصيبه أو ينصرف، ولكنّا لا نريد ذلك، ونسير معكم ونكون يدًا واحدة. فخرجوا معهم.
قال غيلان بن سلمة الثقفى لبنيه، وهم عشرة: إني أريد أمرًا كائنة له أمور، لا يشهدها رجل منكم إلا على فرسه. فشهدها عشرة من ولده على