التي يزعم أَعداءُ الإسلام أَنه قد غمطها حقها وتجاهل وجودها .. وهل هناك اعتراف بوجود المرأَة واحترام لرأْيها أَكثر من أَن يستصوب نبي مرسل مشورتها ويعمل بتوجيهها لحل مشكلة اصطدم بها وأَغضبه نشؤها، وهو الذي قلَّ أَن يغضب؟ .
[أم سلمة تشير على النبي، فتنجح في المشورة]
فقد روى المؤرخون وأَصحاب الحديث والمفسرون، أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل على زوجته أُم سلمة غاضبًا مغتمًا، وعرفت أَن مصدر غضبه وغمه هو إضراب أَصحابه وامتناعهم عن النحر والحلق، وهو الأَمر الذي به يحلّون من إحرامهم في الحديبية، أَشارت عليه بأَن لا يفاتحهم مرة أُخرى بهذا الشأْن وإِنما يسلك طريقًا آخر بأَتباعه يجدون أَنفسهم مضطرين لتنفيذ أَمْره .. وهو أن يبدأَ نفسه (عمليًّا) بنحر هَدْيه، حيث قالت له: يا رسول الله انطلق أَنت إلى هَدْيك فانحره، فإنهم سيقتدون بك.
وقد استحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - فكرة أم سلمة هذه فعمل بمشورتها فشرع (فعلًا) في نحر هَدْيه بيده الكريمة، وقد كان لعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - بمشورة أُم سلمة أَحسن الثمار، حيث -كما توقعت أُم سلمة- لم يكد يشرع في نحر هديه بيده حتى أخذ أصحابه يتسابقون كلٌّ إلى نحر هديه لينحره اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال الطبري -بسنده إلى المسور بن مخرمة-: فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قضيتّه (أَي الصلح) قال لأَصحابه: قوموا فانحروا، ثم