للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فؤادك، والله إنْ بك من بأس (أي ما بك من بأس) قال .. إنه قد كان قال لي بمكة .. أنا أقتلك، فهو الله لو بصق عليّ لقتلني، فمات عدو الله بسَرِف (١) متأثرًا بالجرح الذي أصابه الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

[اعتصام المسلمين بالجبل]

وهكذا نجح المسلمون في انسحابهم المنظم، وقطعوا الشعب نحو هضاب جبل أحد بعد اشتباكات متعددة تغلبوا فيها على خيالة المشركين الذين قاموا بمحاولات يائسة لإعاقة هذا الانسحاب وقتل الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم وصل المسلمون إلى هضبة عالية من هضاب جبل أحد، وجعلوا منها خط دفاع حصين تحدوا منه كل المحاولات التي قام بها المشركون لسحقهم أو تشتيتهم من جديد.

والفضل في نجاح هذا الانسحاب الذي به نجا من خطر الإبادة تسعون في المائة من قوات المسلمين الذين بعثرتهم النكسة التي تسبب فيها تمرد الرماة على قائدهم في الجبل ... الفضل يعود في نجاح هذا الانسحاب (في الدرجة الأولى) إلى الموقع الذي اختاره (الرسول القائد العظيم) معسكرًا لجيشه ومقرًا لقيادته قبل المعركة وهو فم الشعب من أحد الذي تكتنفه من الخلف هضاب هذا الجبل التي أصبحت (بعد النكسة) حصونًا منيعة اعتصم بها المسلمون وصدوا منها كل الهجمات اليائسة التي قام بها المشركون.


(١) سرف (بالفتح ثم الكسر وآخره فاء) موضع على ستة أميال من مكة، من طريق مرو، ذكره في مراصد الاطلاع ج ص ٧٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>